ساحة العيدروس في إحدى ليالي العيد. (عكاظ)
ساحة العيدروس في إحدى ليالي العيد. (عكاظ)
-A +A
عمرو سلام (جدة)
amrosallam@

تتجه عائلات جدة العريقة في أيام العيد والمناسبات إلى برحة العيدورس، تلك البرحة المحافظة على عبقها القديم، حيث أهازيج العيد القديمة وألعاب الأطفال التي يعرفها الطيبون، الساحة تقابل أقدم مدرسة شهدتها مدينة العروس وهي مدرسة الفلاح، وتتسع البرحة لمرتاديها في أول أيام العيد وتزدان أمام زائريها بدءا من ساعات الصباح المباكر حتى نسائم فجر اليوم التالي من خلال استمتاعهم بالألعاب الشعبية والبسطات والخيول الحاضرة، كمركز تراثي جميل في حارة المظلوم والشام واليمن، مرددين الأغنيات الحجازية القديمة والمعبرة عن أصالة الماضي وعراقته. ولم تفلح المرافق الترفيهية والملاهي التجارية الحديثة في شمال جدة ووسطها في التغلب على سحر ورونق الألعاب الشعبية البدائية والتراثية على الرغم أن كل تلك الألعاب تدار باليد.


ويعود مسمى تلك البرحة بتاريخ أحد التجار والملقب بالعيدروس، حيث كانت البرحة في ذلك الزمن الجميل ملتقى سكان الحي وانطلاق المسحراتي وأهازيجه الشهيرة حول رمضان والعيد وتحولت بعد ذلك إلى كرنفال سنوي في العيدين الفطر والأضحى، وتعد مقرا لتجمع أهالي الحي والأحياء المتجاورة في ليالي رمضان والعيد.

ومنذ أكثر من 70 عاما لا تزال برحة العيدروس ملتقى الأصالة والتاريخ محاطة بتلك الأبنية التاريخية وتستقبل الزوار من كافة مدن المملكة. وتنقل لكل الأجيال الحياة الاجتماعية الحجازية القديمة وتقع في قلب الأحياء القديمة والشهيرة في جدة وتحاط بمراكز تجارية لا تزال تعمل على أسلوب التسوق القديم وذلك للحفاظ على التراث والأصالة.

والجدير بالذكر أن العيدروس راسخة في عقول وقلوب أجيال مختلفة يستذكرون العيد ويحرصون على استرجاع الأوقات السعيدة بزيارة البرحة واللعب مع أطفالهم في كل عيد وكأنها حلقة تضاف إلى سلسلة التاريخ.